| صلاح الدين | |
|
+5جيسغو الثلجة الدافئة كاجومى فارس العدالة حبيبة ساسوكى 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حبيبة ساسوكى عضو فى بداية المشوار
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 195 تاريخ الميلاد : 20/05/1997 العمر : 26 الدولة : العمل/الترفيه : النت النشاط : تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: صلاح الدين الثلاثاء مايو 25, 2010 3:03 pm | |
| صلاح الدين الأيوبي في شعر الحروب الصليبية صلاح الدين الأيوبي ، الشعر في أواخر العصر العباسي هذا المقال عرض للشعر الذي قيل في صلاح الدين الأيوبي ، مدحاً ورثاءً وهجاءً وتمجيداً لبطولاته
المقدمة الحمد لله الذي بلطفه تصلح الأعمال ، وبكرمه وجوده تدرك الآمال ، وعلى وفق مشيئته تتصرف الأفعال ، وبإرادته تتغير الأحوال ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، وبدر التمام ، سيدنا محمد ذي الشرف الباذخ ، والفضل الشامخ ، والعلم الراسخ ، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
ففي مطلع القرن الخامس الهجري قامت حملات موجهة ضد الإسلام وأهله ، غرضها الفتك بالمسلمين وإبادتهم ، ونهب خيراتهم ، وقد لاقى المسلمون من جراء هذه الحملات عنتاً شديداً ، حيث قتلوا النساء والأطفال والرجال ، وجعلوا القدس نهراً يجري بالدماء .
فانبرى لهؤلاء أبطالٌ أفذاذٌ ، أعادوا للأمة مجدها وسؤددها ونصرها ، ومن هؤلاء القائد العظيم السلطان ( صلاح الدين الأيوبي ) الذي ردّ على المسلمين – بفضل الله تعالى – مجد الإسلام وعزّه ، فكان لا ينتهي وقعة إلا أتبعها بالثانية ، حتى ظفر بالشام ومصر .
وقد أثَّر هذا الحدث في الشعراء المعاصرين له ، وأسال قرائحهم ، فبدأ الشعراء يشيدون بفتوحات هذا القائد ، وبعد وفاته أحسَّ الشعراء كأنَّ طعنةً أصابت فؤادهم ، فرثوه وبكوا عليه .
وقد دفعني إلى كتابة هذا المقال أمور عدة :
أولها : دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لإثراء المحتوى العربي على ( Knol ) ، وتشجيعه على ذلك .
ثانياً : دعوة مدير جامعة الملك سعود معالي الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان حفظه الله لنا لإثراء المحتوى العربي ، وتشجيعه على ذلك .
ثالثاً : الإيمان بقضيتنا الإسلامية القوميّة في نشر ثقافة العرب والعربية في الشبكة العالمية ، وما في ذلك من تعريف العالم الآخر بجهود المسلمين العرب ، وبشبابهم .
رابعاً : الإعجاب بشخصيّة هذا المصلح ( صلاح الدين الأيوبي ) الذي نصر الله به الإسلام ، وهزم به الصليبيين ، فكتبت عن الشعر الذي قيل فيه ، لكونه سلسلة تاريخيّة شعريّة لحياة قائد ، لنحتذي حذوه ونسير على هَدْيه . اللهَ أسألُ أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم ، وأستغفر الله من زلّة القلم ، وقصور التفكير ، وحسبي أنني اجتهدت ، فإن أصبت فلي أجران ، وإن أخطأت فأسأله عز وجل أجر المجتهد المخطئ .
الفصل الأول : شذرات من حياة صلاح الدين الأيوبي اسمه ونسبه :
هو يوسف بن أيوب بن شاذي الأيوبي [1] ، أبو المظفر ، الملقب بـ ( الملك الناصر صلاح الدين ) [2].
ولد بتكريت في العراق ، سنة 532 هـ [3] ، وهو من أصل كرديّ ، فقد كان أبوه من قرية ( دُوِيْن ) في شرقي أذربيجان ، وهو من الأكراد الروادية [4] . أسرته ونشأته :
نشأ صلاح الدين في دمشق وتأدّب وتفقه فيها ، وروى الحديث بها وبمصر بالإسكندرية ، وحدّث في القدس [5] ، واطلع على أنساب العرب [6] ، وحفظ ديوان الحماسة [7] . وقد كان لصلاح الدين سبعة عشر ابناً ، وهم : الأفضل علي ، والظافر خِضْر ، وقطب الدين موسى ، والعزيز عثمان ، والأعز يعقوب ، والظاهر غازي ، والزاهد داود ، والمعز إسحاق ، والمؤيد مسعود ، والأشرف محمد ، والمحسن أحمد ، والغالب ملشكاة ، وأبو بكر النصر ، والجواد أيوب ، والأشرف توران شاة ، وعماد الدين شادي ، ونصرة الدين مروان . وكان له بنت واحدةٌ اسمها : مؤنسة خاتون [8] . عقيدته :
كان صلاح الدين الأيوبي من أهل السنة والجماعة ، يقول ابن تَغْري بَرْدي في نجومه نقلاً عن القاضي ابن شداد في السيرة : « كان [ أي : صلاح الدين ] حسن العقيدة ، كثير الذكر لله تعالى ، وإذا جاء وقت الصلاة وهو راكب نزل فصلَّى ... وكان قد قرأ عقيدة القطب النيسابوري ، وعلمها أولاده الصغار لترسخ في أذهانهم ... وكان يحبّ سماع القرآن » [9] .
ويقول ابن خَلِّكان في وفياته نقلاً عن ابن شداد أيضاً : « ومن حين استتبّ له الأمر ما زال يشنّ الغارات على الفرنج إلى الكرك والشوبك ... وهذا كله وهو وزير متابع القوم ، لكنه يقول بمذهب أهل السنّة » [10]. صفاته :
ملك صلاح الدين من آخر حدود النوبة جنوباً ، وبرقة غرباً ، إلى بلاد الأرمن شمالاً ، وبلاد الجزيرة والموصل شرقاً ، وكان مع هذه المملكة المتسعة والسلطنة العظيمة ، كثير التواضع واللطف ، قريباً إلى الناس ، رحيم القلب ، رقيق النفس [11] .
بمصر ولقبه بـ ( الملك الناصر ) ، بعد قتل الوزير السابق ( شاور ) ، فمَلَكَ قلوب الرجال ، وغشي الناس من سحائب الإفضال والإنعام ، وهو لا يخيّب قاصداً ولا يعدم وافداً .
ولما علم الإفرنج بأمر صلاح الدين واستقامة الأمر بالديار المصرية له ، علموا أنه سيملك ديارهم ، ويقلع آثارهم ؛ لما حُدث عنه من القوة والملك ، فاجتمع الفرس والروم وقصدوا الديار المصريّة إلى دمياط سنة 565 هـ ، فشن عليهم الغارات وقاتلهم قتالاً شديداً حتى تمَّ له النصر وأرحلهم بخفي حنين .
وعندما مرض العاضد مرض موته قطع صلاح الدين خطبته له وخطب للعباسيين ، وانتهى بذلك أمر الفاطميين ، وتمّ الحكم في مصر لصلاح الدين ، وذلك سنة 567 هـ ، ومات نور الدين فاضطربت البلاد الشاميّة والجزيرة ، فدعي صلاح الدين لضبطها ، فأقبل على دمشق سنة 570هـ بجيش كثيف ، فاستقبلته بحفاوة ثم توجّه إلى حمص وحماة وبعلبك وحلب واستولى عليهم ، وحدث عدّة وقعات هناك ، حتى تم له حكم الشام ، ثم بدأ يصلح مصر والشام إصلاحاً حضاريًّا ، فبدأ بعمارة قلعة مصر وأنشأ المدارس والآثار فيها .
ثم ما لبث أن حدثت معركة حطّين سنة 583هـ ، فالتحم القتال واشتدّ الأمر ، وضاق الخناق بالعدد وهم سائرون كأنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون ، وقد أيقنوا بالويل والثبور ، وأحست نفوسهم أنهم من زوار القبور ، وأحاط المسلمون بالكافرين من جميعِ الجوانبِ ، وهزموهم شرَّ هزيمة ، فشكر صلاح الدين اللهَ - عز وجلّ - بالنصر الذي أتمّه على يديه .
وبعد هذا النصر المؤزَّر بدأ يفتح المدن التي على ساحل البحر الأبيض ( جبْلة ، اللاذقيّة ، بيروت ، صيدا ، عكَّا ، يافا ، عسقلان ) ما عدا ( صيدا ) التي ظلت وكراً للصليبيين زمناً طويلاً .
ثم توجّه إلى القدس معتمداً على الباري ومفوِّضاً أمره إليه سنة 583هـ ، فسلموها له أعداء الله بعدما شعروا بالهزيمة ، فَدَخَلها المسلمون بالتهليل والتكبير .
ومن حُسن أخلاق صلاح الدين عند فتحه للقدس أنه عامل الأسرى معاملة نبيلة ، وذلك بأن سمح لهم أن يفدوا أنفسهم بفدية رمزيّة فقط مقابل أن يعفو عنهم ، بعكس ما فعل الصليبيون عندما احتلوّها ، حيث عاثوا في الأرض الفساد أسبوعاً كاملاً ، فهذه أخلاقنا وهذه أخلاقهم ، وهنا تظهر عظمة الإسلام .
وهكذا كانت هذه الحملات تكيد للإسلام وأهله ، وبفضل الله قُيِّض لها من يدحضها ويردّها خائبة على أعقابها ، وينصرها نصراً مؤزراً [12] . طعون واتهامات والردّ عليها :
لو سلم أحدٌ من النقدِ لسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، لذا فإن العظماء دائماً محط اللغط وكثرة الكلام .
ومما قيل في صلاح الدين : إن كان شارباً للخمر قبل توليه الحكم ، ثم عندما تولّى الوزارة تاب عنه ، وتقمَّص بقميص الجدّ والاجتهاد ، وما زال على قدم الخير وفعل ما يقربه إلى الله تعالى إلى أن مات .
أقول : إن صحّ ذلك فهو لا يقلِّل من قيمته ، ولا يخدش من مروءته ، فالتائب حبيب الرحمن ، والتائب من الذنب كمن لاذنب له ، والإسلام يَجُبُّ ما قله ، والعصمة للأنبياء .
وقال حسن الأمين في مقال نشره في مجلة العربي مضمونه : « إنّ صلاح الدين لم يقدم على غزو الفرنج إلا بعد موت نور الدين ؛ توسيعاً لملكه الشخصيّ الذاتي ، ففتحه القدس لا يعدو ذلك ، وليس فتحاً دينيًّا مقدساً ، وإن الخليفة الناصر أحمد العباسي أراد أن يرسل جيشاً يساعد فيه صلاح الدين في حروبه ضد الفرنج فرفض صلاح الدين ، وخوفاً من أن يصرّ الخليفة العباسي على ذلك تصالح من الفرنج للتفرغ لقتال جيش الخلافة بالتعاون بينه وبين الصليبيين ، فاستغلّ الصليبيون الموقف وطالبوه بإعادة ما أخذه من مدن فلسطينية ، فاستجاب صلاح الدين لطلبهم وأعاد إليهم جميع المدن ما عدا القدس لكي تستتر فضيحته .
كما أنه قسم البلاد لورثته وكأنها ملكاً شخصيًّا له » [13] .
أقول : إن قوله : « إنّ صلاح الدين لم يقدم على غزو الفرنج إلا لمصلحة شخصيّة وذاتيّة ، وأنه قسم البلاد لورثته وكأنها ملكاً شخصيًّا له » ليس عليه حجة أو دليل ، والأدلة تشهد بخلاف ذلك ، يقول ابن خلِّكان « أنه [ أي : صلاح الدين ] مات ولم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين درهماً ناصرياً ، وجرْماً واحداً ذهباً صوريًّا ، ولم يخلف ملكاً ، لا داراً ولا عقاراً ولا بستاناً ولا قريةً ولا مزرعةً » [14].
فهل من يموت وليس عنده إلا نزر قليل من المال يحارب الفرنج من أجل مصالح ذاتيّة أو دنيويّة ؟!
ويقول ابن تَغْري برْدي نقلاً عن العماد الكاتب : « لم يكن له [ أي : صلاح الدين ] فرس يُركب إلا موهوب ، ولا جاءه قود إلا موهوب ، وما كان يلبس إلا ما يحلّ لبسه » [15] .
أهذا شيمة من يحارب الفرنج من أجل مصالح شخصية أو دنيوية ؟!
وأما قوله : إن الخليفة العباسي أراد أن يرسل له جيشاً فرفض صلاح الدين ، وتصالح مع الصليبين خوفاً منه وسلمهم بعض المدن لذلك .
فأقول : من أين للخليفة العباسيّ هذا الجيش الكبير ؟! ونحن نعلم أن الدولة العباسية قد انهارت ولم تعد تستطع أن تستجمع قواها من جديد حتى أصبحت ألعوبة في أيدي الترك ، وقد كان بإمكان صلاح الدين أن يقطع الخطبة للخليفة العباسيّ ، ومع ذلك لم يقطعها مطلقاً ، علماً بأنه لم تكن له حاجة بهم .
أما مصالحته الصليبيين فلم يكن خوفاً من الخليفة العباسي ، وإنما هو كما يقول ابن تَغْري بَرْدي : « وقد علم الله تعالى أن الصلح لم يكن عن مرضاة السلطان ، لكنه رأى المصلحة في الصلح لسآمة العسكر من القتال ومظاهرتهم للمخالفة . وكان مَصْلَحَةً في علم الله تعالى ، فإنه اتفقت وفاته بعد الصلح ، فلو اتفق ذلك في أثناء وقعاته كان الإسلام على خطر » [16] . وفاته :
توفي صلاح الدين بقلعة دمشق بحُمَّى صفراويّة في السابع والعشرين من صفر ، من سنة 589هـ . وقد ولي السلطنة عشرين سنة ، وبموتها ارتفعت الأصوات في البلد بالبكاء ، وعظم الضجيج ، وكان يوم موته يوماً عجيباً ، فرحمه الله رحمةً واسعةً [17] .
الفصل الثاني : عصر صلاح الدين الأيوبي 1 – الحالة السياسية :
خرج صلاح الدين إلى أفق العالم الإسلامي والعربي في القرن السادس ، وكان هذا القرن قرن الحوادث العظام التي غيّرت من ملامح الدولة الإسلامية ؛ فهو مقترن بالحروب الصليبية ، وغارات التتار ، وزاول الدولة الفاطميّة ، واضمحلال دولة المسلمين بالأندلس ، وقيام دولة الأيوبيين في مصر والشام .
ولهذا نستطيع أن نقول إن هذا القرن كان عصر الجزر الإسلاميّ العربيّ ، والمد الصليبي في منطقة الشرق الأوسط في مصر والشام والعراق ، ويرجع هذا الجزر إلى عدة عوامل كلها تمثل الضعف والتفكك والخلاف في الصف الإسلامي [18] .
وقد تحدثت آنفاً عن الحروب الصليبية في عهد صلاح الدين والقضاء على الدولة الفاطمية ، ولذا أكتفي بما ذكرت . 2 – الحالة الاجتماعية :
خضع الناس في هذا العصر لنظام اجتماعي لم يسبق لهم مشاهدته في العالم الإسلامي ، وهو نظام الإقطاع ، أي : أن يُقطع كلَّ أميرٍ أو قائدِ جندٍ السلطانُ إقطاعاً ، بحيث يتكلفون بكل ما يتصل بهذا الإقطاع من النواحي الإداريّة والماليّة والعسكرية ، على أن يخضع للسلطان مباشرة ، ويقوم بأداء ما عليه من المال ، ويكون الأمير أو القائد وجنده تحت إمرة السلطان كلما دعا الداعي إليهم .
ولهذا النظام مساوئ ومحامد ، فمن أهم محامده : تأديته لقيام عسكري قوي دقيق ، تخرج فيه فرسان ومقاتلون أشداء ، أمكنهم أن يصمدوا أمام فرسان أوروبا طوال فترة الحروب الصليبية .
ومن مساوئه ، ما يأتي :
1 - أنه أدى إلى تقسيم الناس إلى طبقتين ، الأولى : طبقة الأمراء وأصحاب الإقطاع التي تملك كل شيء . والثانية : طبقة الشعب الفقير التي لا تملك شيئاً ، وتعيش كأجراء كادحين عند الطبقة الأولى .
2 - كما أن فيه تصرفاً لصاحب الإقطاع بما في الإقطاع من بشر وحيوان وأرض ونبات ، كما يشاء دون رقيب ولا راد .
3 – وفيه تَعَرَّض الشعب إلى هزّات اقتصادية عنيفة في صور مجاعات متتالية .
وقد كان لهذه الهزات أثر على الشعراء والأدباء فقد كان الأدب وسيلة من وسائل التملق والاستجداء للسلطان ، حتى إن بعض الشعراء كانوا يطلبون العطاء من السطان مباشرة بعد مدحه .
ومن ذلك قول عماد الأصبهاني مخاطباً صلاح الدين :
ارفع حظوظي من حضيض نقصها وعد عن همــازها لمازهــا
والشعر لا بد له من بـاعـث كحاجة الخيـل إلى مهمازهــا
كذلك اتّخذ صلاح الدين والتقوى وسيلة من وسائل الرزق ، حتى إنه ظهرت جماعات لم يكن لها عمل في الحياة إلا أنهم متدينون ، وكان الأمير أو السلطان يتقرب للناس بتقريب هؤلاء الناس ، فظهرت التكايا والزوايا الصوفية بشكل واسع .
وقد كان لهؤلاء أثر كبير في الشعر ؛ بأن أشاعوا في الناس والشعراء روح التوكل والاعتماد على الله عز وجل والزهد والحب الإلهي ، حتى ظهر شعراء أوقفوا شعرهم على الحب الإلهي ، كابن عربي وابن الفارض وغيره[19] .
وكان المجتمع في ذلك الوقت يضم خليطاً من عناصر وجنسيات متعددة ومتباينة في طبائعها وأخلاقها من العرب الترك والفرس والروم والأرمن ، ولكلٍّ من هؤلاء تراثها الفكري والاجتماعي والديني ، ولا شكّ أن اختلاط هذه العناصر أنبت أشياء كثيرة جديدة في نظم المجتمع وعاداته وتقاليده وأدبه وأفكاره ودينه [20].
وقد كان السلاطين يقتنون المماليك الأتراك بشكل كبير ؛ لقوتهم وكفاءتهم الحربية ، وقد كان هؤلاء الأتراك شرسين غليظين ، اشتهروا بكثير من المآسي المؤلمة ، كالسلب والنهب والتخريب وهتك الأعراض .
ومع ذا فقد ظهر كثير من علماء الفرس أجلة كالجويني والزمخشري والرازي والحافظ السلفي .
وعلى الرغم مما ساد هذا العصر من العيوب والمفاسد فإنه قد ظهرت فيه حركة عمارة وبناء بارزة على أيدي بعض الشخصيات كصلاح الدين ونظام الملك ، وغيرهما ، فبنوا كثيراً من المساجد والمدارس والجامعات ، واهتمّ بعضهم بالزراعة وحفر القنوات وإقامة القناطر وإصلاح المدن وتشييدها .
ومع كثرة هذه الحروب التي قامت في هذا العصر التي أثقلت كاهل الناس ووعكتهم وعكات مادية ، إلا أن بني أيوب لم يحرموا أنفسهم ولا أمراءهم من النعيم ؛ حيث حقق كثير منهم ثروة عظيمة ، فمثلاً : كان الملك الصالح نجم الدين يمتلك أكثر من ألف مملوك ، الذين أدوا فيما بعد إلى اضطراب الأمن وكثرة الشغب والاعتداء على الناس [21] . 3 – الحالة الاقتصادية :
نشطت حركة التجارة بصفة عامة في هذا العصر على الرغم مما كان يسود العصر من اضطراب نتيجة الحروب الكثيرة ، فكانت تنقل البضائع من الشرق والغرب ومن الشمال إلى الجنوب ، وقد كان لهذه التجارة أثر كبير في تقوية ميزانية الدولة وتقوية ثرواتها وتنمية مشروعاتها .
وقد كان أهم ما عمل به الناس في مصر والشام هو التجارة ، فمصر والشام تقعان في وسط العالم الإسلامي ، وقد يسر لها هذا الموقع نمو التجارة بها ، فقد كانت تتلاقى بها تجارة الصين والهند مع تجارة البلاد الأوروبية .
وقد كانت التجارة محكومة مقيدة ؛ فقد كان بعض الحكام يحتكرون لأنفسهم أصنافاً خاصّة ، كما فعل الوزير الصالح بن رزيك ؛ حيث احتكر لنفسه الغلات ، وكانت هذه سيرة مذمومة .
كما ازدهرت الحالة الاقتصادية بشكل عام في عصر صلاح الدين وخلفائه ، وذلك لأنه حَدَّ من نظام الإقطاع [22].
وقد اهتمّ الأيوبيون بالزراعة كثيراً ، ووسعوا مجال التجارة وكتابة العقود الخارجية مع التجار ، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت تحدث هزات اقتصادية عنيفة أدت إلى مجاعات كثيرة ، وأدت إلى انتشار الكساد والأوبئة ، ورجع هذا إلى عدة أسباب ، منها : انخفاض النيل في مصر وعدم سيطرة الحكومة على تصريفه ، وانصراف الفلاح عن فلاحة أرضه لأنه يرى أن ثمرة كدّه تذهب لغيره ، وقيام بعض الحكام الظالمين بأعمال تعسّفيّة ، كمصادرة الأموال بالجملة والاستيلاء على الأمتعة والأملاك ظلماً وعدواناً .
ومن هذه المجاعات التي حدثت ، ما قاله ابن الأثير : « وفي سنة 574 هـ اشتدّ الغلاء ، وعمّ أكثر بلاد العراق ومصر وديار بكر وديار الجزيرة والشام وغير ذلك من البلاد ، ودامت إلى أن انقضت السنة » [23].
ومن أشد المجاعات فتكاً في مصر في عهد العادل بن أيوب ، فقد استمرّت المجاعة من سنة 596 هـ إلى سنة 599 هـ [24] .
ومن الأسباب التي أدت إلى الهزّات الاقتصادية أيضاً : كثرة الحروب واتصالها ، مما تَطَلَّب كثيراً من الأموال والقوت ، وكانت النتيجة زيادة الضرائب وإرهاق الناس فلا حين وتجاراً [25].
ومما يؤكد أن السلطان صلاح الدين عندما عرضت عليه الهدنة مع الإنجليز استشار قوّاده فأجمعوا على قبولها ، وقالوا معللين ذلك : « فانظر إلى أحوال البلاد فإنها خربت وتشعثت ، والرعايا فإنها تعكست وتعلثت ، والأجناد فإنها نَصبت ووَصبت ... إلخ » [26] .
ولا شكّ في أن هذه الهزّات كان لها أثر كبير في نفوس الناس والشعراء خاصّة ، فكانوا كثيراً ما يذكرون النيل وزيادته ونقصه في شعرهم .
4 – الحالة الدينية :
ظهرت في هذا العصر ديانات كثيرة ، وبعضها لم يكن معروفاً من قبل ، والسبب في ذلك هو كثرة الاختلاط في الشعوب في هذا العصر ، وأهم هذه الأديان : السنة والشيعة من إمامية ونزارية وزيدية وإسماعيليّة حشيشيّة ، والدروز الباطنية ، واليهود ، والنصارى ، والوثنيون ، وكذلك العقائد الهندية من مانوية وزرادشتيّة ، وغيرها .
وقد أخذ الشعور الديني عن المسلمين ينمو ويشتد لحاجة المجتمع إلى نموه ، فالحرب الصليبية كان لابد لها من من مسلمين صادقين يحاربون بها حتى يتم النصر ، قال تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) [27] .
فبدأ الحكَّام يشجعون الفقهاء والصالحين ويقربوهم لهم ويغدقون عليهم في العطاء ، وبدأ الحكام يَظْهرون بمظاهر دينية ؛ ليتقربوا بذلك إلى الناس ، كالعكوف على الصلاة وقراءة القرآن والحديث وما إلى ذلك ، كذلك بناء الربط للصوفيّة ، وتوفير ما يحتاجون إليه فيها من غذاء وكساء ، وبناء دور الحديث والمدارس [28] ، وفتح المجالس للقراء والمفسرين .
وقد كان صلاح الدين يهتم كثيراً بإقامة شعائر الدين والمحافظة على المظهر الإسلامي ، وكان يحارب الفجور في أنحاء دولته ، ولا يسمح بالشذوذ في العقيدة ، وقد حارب كثيراً من الملحدين وعاقبهم عقاباً شديداً ، ويبرز ذلك في قضائه على الدولة الفاطميّة الشيعية .
كما أولى عنايته بالحج ، فأمَّن الطرق التي يسلكها الحجاج إلى مكة والمدينة ، وبنى كثيراً من الخوانق والربط والدور للفقراء من الصوفيّة والمتعبدين ، وكانت هذه الدور معدة ومزودة بكل ما يحتاج إليه العلماء .
كما قرب صلاح الدين والأيوبيون الفقهاءَ إليهم ، وأحبوهم كثيراً ، واتخذوهم سنداً لهم في حروبهم الصليبيّة ، الذين كانوا يشحذون همم الجند ويستشيرونهم في الجهاد الذي كان رسالة صلاح الدين في الحياة .
وقد أولى الأيوبيون عنايتهم للعلوم الإسلامية والعربية كالفقه والحديث والسيرة النبوية ، وشجعوا مؤلفي الكتب على ذلك ، فخلفوا تراثاً إسلاميًّا عظيماً في مختلف المجالات .
وقد كان التعدد في المذاهب في هذا العصر عاملاً سلبيًّا خاصة بين السنة والشيعة من إمامية وإسماعيلية ، الذين كانوا يحاولون الضرر بالسنة ووضع الدسائس والفتن ، ومن ذلك : قتلهم نظام الملك ، ومحاولة قتل صلاح الدين ، فندب بعض أهل السنة نفسه لحرب هؤلاء ، وسموا أنفسهم ( النبوية ) .
وقد كان للشعور الديني في هذا العصر أثره كذلك على الأسماء والكنى ، فبدأ الناس يتسمون بزين الدين وصلاح الدين ونور الدين وعلاء الدين ونجم الدين وضياء الدين وعز الدين ... إلخ ، وقلّما نجد سلطاناً في هذا العصر أو قائداً أو عالماً إلا واسمه مسبوق بأحد هذه الألقاب .
وقد ظهرت في هذا العصر الطرق الصوفيّة ، وقد تملّكت مشاعر الناس وعواطفهم ، ودعوا إلى الزهد وترك الدنيا والتوكل على الله ، ودعوا إلى التقشّف والقناعة ، والتفكر في الآخرة ، وقد ظهر لهذه الفرقة علماء كثيرون منهم الشيخ عبد القادر الجيلاني والإمام القشيري والشيخ الأنصاري ، وغيرهم [29] . 5 – الحياة الأدبية :
لم تشغل الحروب الصليبية الخلفاء والوزراء عن الشعراء والأدباء ، فقربوهم إلى مجالسهم واستمعوا إلى قصائدهم التي ألهبت مشاعرهم وأذكت حماستهم وعواطفهم ، فتمسكوا بالنصر ونعموا بلذة الجهاد ونشوة المدح .
وكان الخلفاء والقواد بعد أن تنتهي المعارك يعقدون ندواتٍ للشعراء لكي يتدارسوه وينقدوه ، حتى إن بعض الملوك كان يجيد قرض الشعر وإنشاده ، ومنهم : الملك الأفضل بن صلاح الدين ، وتاج الملوك أخو صلاح الدين ، والملك الكامل بن الملك العادل ، وأخوه الملك المعظم عيسى ، وغيرهم كثير .
وقد كان الحكام يطربون للأدب ويقربون الأدباء ، وكذلك الشعراء ، ويستوزرون الكتاب .
وقد اشتهر صلاح الدين ونور الدين محمود بميلهما للأدب ، وتقريبهما الشعراء وسماعهما القصائد التي تسجل انتصارهما وتخلد مآثرهما ، وكانوا لايبخلون على الشعراء بالمال والعطاء [30] .
حتى إن صلاح الدين كان كثيراً ما يستدعي بعض مقربيه ، ويطلب إليه أن يقرأ في ديوان أحد الشعراء ، وكان كثيراً ما يتردد الشعر في مجالسه ، وكان يعجب ببعض الأبيات فيكررها ، ومن ذلك قول ابن المنجم :
وما خضب الناس البياض لقبحه وأقبح منه حين يظهر ناصله
ولكنه مات الشباب فسودت على الرسم من حزن عليه منازله
فكان إذا قال : ( ولكنه مات الشباب ) يمسك بلحيته وينظر إليها ، ويقول : أي والله مات الشباب .
وكان للخلفاء بصر بالشعر الجيّد ، وذوق فنيّ في النقد ، روي أن العماد الأصبهاني عرض على صلاح الدين يوماً يضع أبياتاً في وصف الشمس ، ومنها قوله :
بدت بين أوراق الغصون كأنها كرات نضار في لجين مطرق
فقال صلاح الدين : تشبيه الورق باللجين غير موفق ؛ لأن الورق نفسه أخضر .
فقال العماد : كرات نضار بالزمرد محدق .
فقال صلاح الدين : لا بأس [31] .
وشاعت بين الأدباء في ندواتهم واجتماعاتهم روح النقد ، فكان كثير من الشعراء ينقدون بعضهم بعضاً [32].
وقد كان للحروب الصليبية أثر كبير في الأدب ، حيث أذكت فيه حماس الشعراء ، وألهبت مشاعرهم ، وأمدتهم بالمعين الصادق من المعاني والأفكار .
وغلب الشعر الحماسي على شعراء هذا العصر حتى أصبح طابعاً عامًّا غلب على روح الشعر ، فلا يكاد يخلو ديوان شاعر في هذه الفترة إلا وبه قصائد من قصائد البطولات الرائعة في مقاومة الصليبيين ، ولم يكتفوا بذلك ، بل وصفوا النكبات التي مُنِي بها المسلمون ، وبخاصة الجرائم الوحشيّة التي اقترفها الصليبيون في القدس .
وفي الحقيقة .. إن الأدب في هذا العصر أغلبه تلوّن بلون الحياة الحربية وما ينجم عنها من نصرٍ أو هزيمةٍ ، وما تستدعيه من تهييج للخواطر ، وإثارة للمشاعر وتحميس للمحاربين ، وقد كان لهذا أثر واضح في نهضة الشعر والأدب ونمائهما [33] .
الفصل الثالث : صلاح الدين في عيون شعراء عصره
لقد طرق الشعراء في هذا العصر جميع أغراض الشعر التقليدية من مدح وهجاء وغزل ورثاء ووصف وفخر وزهد ، وقد كان للحملات الصليبية أثر بارز في الاتجاهات الموضوعية للشعر ، حيث برز شعر الجهاد بقوّة ، وواكب تلك الحملات ، وحثّ على القضاء عليها ، والانتصار للإسلام والدفاع عنه .
وقد أدى دوره في تلك المعارك التي خاضها المسلمون ، فوصفها وصفاً دقيقاً ، ومدح قادتها ، وافتخر بأبطالها ، وأشاد بانتصاراتهم وفتوحاتهم ، ورثى من استشهد منهم .
وسوف أتناول الحديث بالتفصيل عن هذه الاتجاهات من خلال شخصيّة صلاح الدين ، وموقف الشعراء منه .
وأبدأ بالحديث عن الاتجاه الأول ، وهو المدح . المبحث الأول : في المدح :
للأبطال أثر عظيم في عيون محبيهم ، وشخصية عُظمى كشخصيّة صلاح الدين يَحِقُّ لها أن تُمَجَّد وتبجل ، كيف لا ؟! وقد وهب دمه لله دفاعاً عن حياض الإسلام وأهله ، فلم يهدأ له بال ، ولم يسكن له طرف حتى أعزّ الله به الدين الإسلاميّ .
وقد كَثُر مادحو صلاح الدين وهواته ومحبوه كثرة بالغة ، حتى ليكاد يُخّيَّل إلينا من كثرة ما قيل فيه أن الشعراء لم يمدحوا سواه ، ولم يلتفتوا لغيره .
فأطراه الشعراء وبجَّلوه ، ووصفوا قوّته وشجاعته ، وحبه لنصرة هذا الدين ، ووصفوه بالتقوى والصلاح والهيبة والمنعة والسؤدد ، وما فاهوا به يُعّدُّ قطرة من بحر ملئ قوة وعزيمة وصبراً وشجاعة . يقول عماد الأصبهاني واصفاً قوّته ومَنَعَته وتقواه وصلاحه : | |
|
| |
فارس العدالة مدير المنتدى
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 934 تاريخ الميلاد : 09/05/1991 العمر : 33 الدولة : النشاط : تاريخ التسجيل : 10/09/2009 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: صلاح الدين الثلاثاء مايو 25, 2010 5:24 pm | |
| [b]وعليكم السلام شكرا اختى على الموضوع الأكثر نت رائع بوركت جهودك سلمت يداكى اختى نتمنى التقدم إن شاء الله | |
|
| |
كاجومى عضو نشيط
الجنس : عدد المساهمات : 475 العمل/الترفيه : الرسم النشاط : تاريخ التسجيل : 21/02/2010
| موضوع: رد: صلاح الدين الأحد مايو 30, 2010 4:02 pm | |
| مشكورة على المعلومات القيمةونحن ننتظر بفارغ الصبر صلاح الدين الجديد | |
|
| |
الثلجة الدافئة نائب المدير
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 2240 الدولة : النشاط : تاريخ التسجيل : 21/05/2010 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: صلاح الدين الإثنين يونيو 07, 2010 5:12 pm | |
| :يبلهخا:
شكـــــــرا لكِ ع المـــــــوضـــــــوع وع المعـــــلومــــــــات القيمــــــــه
ننتظـــــــر مــــــزيــد من مــــواضيعــــــك الــــــرائــــــــــعه
:مبتليبهخا: | |
|
| |
جيسغو عضو نشيط
الجنس : عدد المساهمات : 390 تاريخ الميلاد : 17/07/1995 العمر : 28 العمل/الترفيه : طالب النشاط : تاريخ التسجيل : 26/05/2010
| موضوع: رد: صلاح الدين الأربعاء يونيو 16, 2010 6:09 pm | |
| :حكيبلمبيتها: شكرا معلومات رائعة | |
|
| |
البرنسيسه مشرفه
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 3619 تاريخ الميلاد : 22/08/1998 العمر : 25 الدولة : العمل/الترفيه : طـــآلبة ^_^" النشاط : تاريخ التسجيل : 25/06/2010 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: صلاح الدين الأحد يونيو 27, 2010 2:29 am | |
| شكرا لك على المعلومات المميزه | |
|
| |
ايروكا مشرفه
الجنس : عدد المساهمات : 2391 تاريخ الميلاد : 11/09/1993 العمر : 30 العمل/الترفيه : متحرية من نوع خاص النشاط : تاريخ التسجيل : 10/09/2009 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: صلاح الدين الأربعاء يونيو 30, 2010 3:01 am | |
| :يبلهخا: اهلين فيكى شكرا على الموضوع الرائع والمعلومات المميزة | |
|
| |
جوهرة الجزائر مراقب شات
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 2127 تاريخ الميلاد : 16/04/1997 العمر : 27 الدولة : العمل/الترفيه : ^_^ النشاط : تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: رد: صلاح الدين الجمعة يوليو 23, 2010 9:46 pm | |
| معلومات قيمة رووعة الموضوع ةاصلي التميز تقبلي مروري | |
|
| |
♫乂łễℓเắή乂♫ عضو ماسى
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 3086 تاريخ الميلاد : 24/08/1997 العمر : 26 الدولة : العمل/الترفيه : طآلبة 3> النشاط : تاريخ التسجيل : 27/06/2010 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: صلاح الدين السبت يوليو 24, 2010 10:18 am | |
| الســــــــــــــلاآآم عليكـــــــم و رحمـــــة الله و بركــــاآآآتهـ ~~
كيفكــ حبيبتي حبيبــــــة ساسوكــــــي/ إن شاء الله تمــ،ـــآآم ~*
ميرسي كتيــــــــــــــر كتيـــــر عــ المواضيعـ المميزة و المعلومــــات القيمـــة*
تابعـــــــــــــي تقدمكـــ للأمـــــــــــام
نحن في انتظـــــار جديدكـــ
..*~~*.. فـ*ـي آآمان الله ..*~~*.. ^_^,,,
تقبلي مروري ^_^
صديقتكـــ ليليــــــــــــــان ~
~,~~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.
| |
|
| |
| صلاح الدين | |
|