( صــــيـــــــاد وصـــــادونـــــي )
ذهب ثعلوب إلى الذئب، وجلسا يتسامران ويتبادلان أطراف الحديث.. فقال ثعلوب:
- لقد سمعت عن دهائك في اصطياد الحيوانات يا صديقي الذئب.. فعلّمني طريقة أصطاد بها أرنوب.
ابتسم الذئب وهو يقول:
- سأعلّمك طريقة تجعلك تجلس في بيتك مرتاحاً، ولا تتحرّك منه إلا عندما يقع أرنوب في الفخ.
استغرب ثعلوب ما سمعه من الذئب.. وخصوصاً أنه تعب من ملاحقة ومطاردة أرنوب دونما فائدة.. فسأل:
- كيف يا ذئب يا صيّاد؟!
أشار الذئب لثعلوب بإصبعه أن: اتبعني.. وتوجّه الاثنان إلى بيت ثعلوب. عندما وصل الاثنان إلى البيت.. طلب الذئب من ثعلوب أن يحضر له حزمة من الجزر، بينما راح هويعلّق جرساً فوق باب بيت ثعلوب من الداخل. أحضر ثعلوب الجزر الذي طلبه الذئب، وبعد أن ربطه بالحبل، وعمل منه حزمة كبيرة قال الذئب:
- هات معك كيساً من القماش أو الخيش ثم اتبعني.
توقّف الاثنان عند شجرة كبيرة بالقرب من بيت أرنوب، وقال الذئب:
- سننصب الفخّ هنا.. إنه مكان مناسب جداً، فالمسافة قريبة من بيتك وبيت أرنوب.
قال ثعلوب:
- رغم أننّي لحد الآن لم أفهم شيئاً.. لكنّني أشكرك يا صديقي الذئب.
وفي هذه الأثناء.. مرّ أرنوب بالقرب من الشجرة في طريقه إلى بيته، قال الذئب بحذر:
- اختبئ خلف الشجرة يا ثعلوب.. كي لا تفشل خطتنا.
قال ثعلوب:
- حسن سنختبئ.. ولكنّني أخشى أن يكون قد رآنا من بعيد.
اقترب أرنوب من الشجرة، ثم توقّف قليلاً كأنّه سمع حركة أو خشخشة، ثم نظر إلى الشجرة.. كان الذئب وثعلوب يختبئان خلف جذع الشجرة بحذر. قال ثعلوب وهويضع سبابته على أنفه:
- هس س س.. إنّه يقف هنا.. يبدو أنه شكّ في شيء ما.. لا تصدر أية حركة.
انطلق أرنوب متوجّهاً إلى بيته وهويدندن بلحن ما ويصفر.. عندها.. التقط الذئب وثعلوب أنفاسهما وقالا:
- الحمد لله.. إنه لم يرنا.
واصل الذئب عمله في نصب الفخّ، فربط فوهة الكيس بالحبل، ثم دفنه بمهارة تحت الأرض، وفي الطرف الثاني من الحبل ربط حزمة الجزر، وجعلها تتدلّى من على غصن الشجرة.
كان ثعلوب ينظر إلى الذئب معجباً بمهارته في صيد الحيوانات.. فقال:
- أنا أحسدك يا صديقي على مهارتك في الصيد.. وأتمنى أن أكون مثلك.. ولكن أرجوأن تنجح الخطة هذه المرة.
قال الذئب:
- عندما يقفز أرنوب ليجذب حزمة الجزر هذه، سيغلق عليه الكيس المدفون تحت الرمل نتيجة الثقل الذي سيحدثه أرنوب.
ضحك ثعلوب وقال:
- إنها خطّة ذكيّة أيها العبقري.. ولكن كيف سأعرف أنه وقع في الفخ؟
قال الذئب:
- ستعرف ذلك حالاً..
ربط الذئب حبلاً آخر بحزمة الجزر وعلقه بغصن الشجرة، وصار يمدّه باتجاه البيت، وهو يقول:
- لقد أنهينا عملنا هنا.. سننسحب بسرعة وحذر.
قال ثعلوب وهو يتقافز فرحاً:
- عظيم! أنت رائع! لقد فهمت كل شيء.
في بيت ثعلوب علّق الذئب الطرف الثاني من الحبل في الجرس.. والتفت إلى ثعلوب قائلاً:
- عندما يرنّ الجرس ستعرف أن أرنوب قد صار داخل الكيس.
قال ثعلوب وهو يمسّد على بطنه:
- وبهذه الطريقة أستطيع أن أظلّ في البيت مستلقياً على فراشي بانتظار الوليمة.. ها ها ها.
استأذن الذئب بالانصراف وهو يقول:
- لقد أنهيت مهمتي.. فأرجوأن لا تنسى أنني ساعدتك أيها المخادع.. فلربمّا أحتاج إلى مساعدتك يوماً.
قال ثعلوب:
- طبعاً.. طبعاً.. ولكن المهم أن تجدي هذه المساعدة نفعاً.
مرّت ساعتان وثعلوب ينتظر.. حتى أنه سئم الانتظار وقال في نفسه:
- أرنوب ذكيّ.. ولا أعتقد أن الحيلة ستنطلي عليه.. أما أنا و..
(ترن.. رن.. رن.. رن)
قبل أن يكمل كلامه.. رنّ الجرس فجأة.. قفز ثعلوب وهويصيح فرحاً:
- عظيم.. لقد اصطدتك يا أرنوب أخيراً.. لقد وقعت في الفخ أيها المغفل.
ما إن خرج ثعلوب من بيته ليحصل على الوليمة الجاهزة، حتى انطبق عليه فخّ حديدي كان منصوباً أمام باب بيته.. فصرخ.
- آخ... آخ.. أنجدوني.. سأفقد قدمي.
ثم تعالت ضحكة ساخرة.. وقهقهات عالية.
- ها.. ها.. ها.. هذا جزاؤك أيها المحتال الماكر. لقد اكتشفت الحيلة، لذلك وضعت لك هذا الفخ، ثم سحبت الحبل ليرنّ الجرس عندك.
قبل أن ينصرف الأرنب أطلق ضحكة عالية وهو يقول:
- من يضحك أخيراً.. يضحك كثيرا أيها الصياد البارع.
دمدم ثعلوب مع نفسه:
- صياد.. وصادوني.. آخ..
هههههههههههه
لا
تنسوا
الردود
الحلوه
في
اما
الله