1- رفق النبي بقومه بالرغم من أذيتهم له :
من طريق بن وهب عن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال لقد لقيت من قومك وكان أشد مالقيت منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك و ماردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين(وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوبا وشمالا ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا وهذا لفظ مسلم فقد عرض عليه عذابهم واستئصالهم فاستأنى بهم وسأل لهم التأخير لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئا .
(تفسير ابن كثير ج2/ص137-138)
2- طلب النبي من عائشة الرفق في الأمر كله:حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول أو لم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت وعليكم.(صحيح البخاري ج5:ص2242)
3- رفق النبي بالأعرابي الذي بال في المسجد :حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه.(صحيح مسلم ج3:ص1458)
4- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالشاب الذي يريد أن يزني :حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حريز حدثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أئذن لي بالزنى فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال أدنه فدنا منه قريبا فقال اجلس فجلس فقال أتحبه لأمك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال أفتحبه لابنتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال أفتحبه لعمتك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لعماتهم قال أفتحبه لخالتك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده عليه وقال اللهم أغفر ذنبه وطهر قلبه وأحصن فرجه قال فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.(تفسير ابن كثير ج3/ص39)
5- رفق النبي مع حاطب بن أبي بلتعة :حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن أبي سنان سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة الجملي عن أبي البختري الطائي عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال لما أردا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى ناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس أنه يريد خيبر فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم يريدكم قال فبعثني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد وليس منا رجل إلا وعنده فرس فقال ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا هاتي الكتاب فقالت ما معي كتاب فوضعنا متاعها وفتشنا فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد لعله أن لا يكون معها فقلت ما كذب النبي صلى الله عليه وسلم ولا كذب فقلنا أخرجي الكتاب وإلا عريناك قال عمرو بن مرة فأخرجته من حجزتها وقال حبيب أخرجته من قبلها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فقام عمر فقال خان الله ورسوله ائذن لي أضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس قد شهد بدرا قال بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم ففاضت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم فأرسل إلى حاطب فقال ما حملك على ما صنعت فقال يا نبي الله إني كنت امرأ ملصقا في قريش وكان لي بها أهل ومال ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله فكتبت إليهم بذلك والله يا نبي الله إني لمؤمن بالله وبرسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق حاطب بن أبي بلتعة فلا تقولوا لحاطب إلا خيرا.(تفسير الطبري ج28/ص59)
6- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار :حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق قال وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال لما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه فدخل عليه سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء قال فأين أنت من ذلك يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي قال فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة قال فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة قال فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار قال فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم قالوا بل الله ورسوله أمن وأفضل قال ألا تجيبونني يا معشر الأنصار قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل قال أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فأغنيناك أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقنا.(مسند أحمد بن حنبل ج3/ص76)
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الأنصار قال فقال ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك قال أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم(صحيح البخاري ج3/ص1377)
7- النبي يأمر أنجشة الرفقً بالقوارير :حدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر وقتيبة بن سعيد وأبو كامل جميعا عن حماد بن زيد قال أبو الربيع حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير.(صحيح مسلم ج4:ص2003)
8- رفق النبي بمن قال له اعدل يا محمد :عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبض للناس في ثوب بلال يوم حنين يعطيهم فقال إنسان من الناس اعدل يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم ويلك إذا لم أعدل فمن يعدل لقد خبت وخسرت إن لم أعدل قال فقال عمر رضوان الله علي دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابا له يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم.(صحيح ابن حبان ج11/ص148)
حدثنا محمد بن الصباح أنبانا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وهو يقسم التبر والغنائم وهو في حجر بلال فقال رجل اعدل يا محمد فإنك لم تعدل فقال ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدل فقال عمر دعني يا رسول الله حتى أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا في أصحاب أو أصيحاب له يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.(سنن ابن ماجه ج1/ص61)
9- رفق النبي بالأعرابي الذي جذبه من ملابسه :حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة حتى رأيت صفح أو صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته فقال يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.(مسند أحمد بن حنبل ج3/ص153)
10- رفق النبي بأهل مكة بعد فتحها :كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما حتى بأعدائه لما دخل يوم الفتح مكة على قريش وقد أجلسوا بالمسجد الحرام وصحبه ينتظرون أمره فيهم من قتل أو غيره قال ما تظنون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم فقال أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء.(فيض القدير ج5/ص171)
قال أبو يوسف رحمه الله تعالى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عفا عن مكة وأهلها وقال من أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ونهى عن القتل إلا نفرا قد سماهم إلا أن يقاتل أحدا فيقتل وقال لهم حين اجتمعوا في المسجد ما ترون أني صانع بكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يجعل شيئا قليلا ولا كثيرا من متاعهم فيئا .(الأم ج7/ص361)
12- اليوم يوم بر ووفاء :بعد فتح مكة جلس رسول الله في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك فقال رسول الله أين عثمان بن طلحة فدعى له فقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء.قال ابن عربي فلا ملك أوسع من ملك محمد فإن له الإحاطة بالمحاسن والمعارف والتودد والرحمة والرفق وكان بالمؤمنين رحيما , وما أظهر في وقت غلظة على أحد إلا عن أمر إلهي حين قال له جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم , فأمر بما لم يقتضي طبعه ذلك وإن كان بشرا يغضب لنفسه ويرضى لها .(البداية والنهاية ج4/ص301)
13- النبي لا يرد أحداً خائباً :وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده وإلا أمر بالاستدانة عليه وفي حديث الترمذي أن رجلا جاءه فسأله أن يعطيه فقال ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيته فقال عمر يا رسول الله قد أعطيته فما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره قول عمر فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا فتبسم فرحا بقول الأنصاري أي وعرف في وجهه البشر ثم قال بهذا أمرت .(البداية والنهاية ج4/ص301)
14- وكان رحيما فاحتبس وحبس من معه :حدثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا علي بن عبد الله وآدم بن أبي إياس قالا ثنا حريز بن عثمان حدثني يزيد بن صالح أخبرني ذو مخبر خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكان من الحبشة قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرية وكنت معه وأسرع السير وكان يفعل ذلك لقلة الزاد فتقطع الناس وراءه فقال قائل قد انقطع الناس وراءك وكان رحيما فاحتبس وحبس من معه حتى تكامل أصحابه فقال لو هجعنا هجعة فنزل ونزل الناس فقال من يكلأنا الليلة فقال ذو مخبر فقلت أنا يا رسول الله فقال هاك خطم الناقة ولا تكونن لكعا فانطلقت غير بعيد ممسكا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقتي فأخذني النوم فلم أشعر حتى وجدت حر الشمس على وجهي واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بلال أفي الميضأة ماء قلت نعم فأتاه به فتوضأ وضوءا لم يلت منه التراب فقال أذن يا بلال فأذن فركع النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه الصبح غير عجل فقال قائل فرطنا يا رسول الله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم كلا ولكن الله قبض أرواحنا ثم ردها علينا فصلينا.(مسند الشاميين ج2/ص144)
15- لو قلتها وأنت تملك أمرك :كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالعيال أي رقيق القلب متفضلا محسنا رقيقا وفي صحيح مسلم وأبي داود رحيما رفيقا ولفظه عن عمران بن حصين كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من الصحابة وأسر الصحب رجلا من بني عقيل فأصابوا معه العضباء ناقة رسول الله فأتى عليه وهو في الوثاق فقال يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال بم أخذتني فقال بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه يا محمد وكان رسول الله رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك قال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح .(فيض القدير ج5/ص171)
16- رفق النبي في أداء مناسك الحج :ففي حديث جابر الطويل عند مسلم فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء الحديث .وقد شنق للقصواء الزمام : يعني أنه يكفها بزمامها عن شدة المشي .والمورك : هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدم واسطة الرحل إذا مل من الركوب .وهو قطعة أدم يتورك عليها الراكب تجعل في مقدمة الرحل شبه المخدة الصغيرة .وقوله السكينة السكينة: أي يأمرهم بالسكينة مشيرا بيده والسكينة الرفق والطمأنينة .كلما أتى حبلا من الحبال : والمراد بالحبل في حديثه الرمل المستطيل المرتفع.(أضواء البيان ج4/ص441)
17- أمر النبي الرفق بالحيوان :حدثناه محمد بن المثنى وبن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت المقدام بن شريح بن هانئ بهذا الإسناد وزاد في الحديث ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق .(صحيح ابن حبان ج2:ص74)
حدثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال دخلت مع أنس على الحكم بن أيوب فرأى فتيانا أو غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم.(سنن أبي داود ج3:ص100)
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته قال أبو حاتم رحمه الله أراد بقوله أحسنوا القتلة في القصاص. (قال علماؤنا إحسان الذبح في البهائم الرفق بها فلا يصرعها بعنف ولا يجرها من موضع إلى آخر وإحداد الآلة وإحضار نية الإباحة والقربة وتوجيهها إلى القبلة والإجهاز وقطع الودجين والحلقوم وإراحتها وتركها إلى أن تبرد والاعتراف لله بالمنة والشكر له بالنعمة بأنه سخر لنا ما لو شاء لسلطه علينا .تفسير القرطبي )(سنن النسائي الكبرى ج3:ص479)
وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فبادروا بها نقيها .رواه مالك في الموطأ.(تفسير القرطبي ج10/ص73)
18- أمر النبي بالرفق في الطاعات :أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت هذه الحولاء بنت تويت وزعموا أنها لا تنام بالليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنام بالليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا .(صحيح ابن حبان ج2:ص307)
19- إشارة الحاكم بالرفق في الخصومة :أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن شهاب عن عروة أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليهم فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال يا رسول الله أن كان بن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا زبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر.(سنن النسائي الكبرى ج3:ص479)
20- النبي يعطي عطاء من لا يخاف الفقر :سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن سليمان بن أبي شيخ بواسط يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يقول أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بغنم ذكر بن عائشة كثرتها فأتى الأعرابي قومه وقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.(صحيح ابن حبان ج10/ص354)
21- ارجعوا إلى أهليكم :وفي الصحيحين عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا فقال ارجعوا إلى أهليكم وليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم .(فيض القدير ج5/ص171)
22- وإنما بعثت رحمة :حدثنا بن أبي عمر حدثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن بن أبي حازم عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة انفرد بإخراجه مسلم وفي الحديث الآخر إنما أنا رحمة مهداة رواه عبد الله بن أبي عوانة وغيره عن وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.